كيف تختار نائبك في البرلمان؟
صفحة 1 من اصل 1
كيف تختار نائبك في البرلمان؟
من باب التفاؤل والاستبشار بالخير، سنفترض أن الانتخابات البرلمانية ستتم في موعدها المعلن عنه: نوفمبر 2011م..
لذا أظن أنه حان وقت هذا البوست المؤجل منذ فترة....
(1) ما وظيفة نائب البرلمان؟
لكي تختار نائبك يجب أولا أن تعرف المطلوب منه؛ لأن معايير الاختيار تعتمد على ذلك:
1- تشريع وسن القوانين المنظمة لحياة المجتمع، ويزيد في البرلمان القادم - بإذن الله ولأول مرة - اختيار لجنة وضع الدستور.
2- التصديق على المعاهدات الدولية وصفقات السلاح.
3- مراقبة الحكومة ومحاسبتها.
4- إقرار الموازنة العامة للدولة، ومراقبة كيفية إنفاقها.
وهي - كما ترى - واجبات شديدة
الأهمية والخطورة .. لذا وجب أن نساعد على رحيل أيام نائب الخدمات؛ ذلك
الذي كان يكتسب شعبيته تبعا لعدد ونوعية الخدمات التي يؤديها لأبناء دائرته
(من طلبات توظيف إلى تفعيل مرافق)...!!
* * * * *
(2) ما معايير اختيار نائب البرلمان؟
والآن بناء على تلك المهام والوظائف؛ فيفضل أن تجتمع في النائب أكبر قدر من الصفات التالية:
1- العلم بجوانب السياسة المتعددة؛ لتكون مشاركته واعية ومجدية في القضايا المطروحة للمناقشة والتصويت عليها.
2- الحكمة في تقدير الأمور؛ ليمكنه
التعرف على مصلحة البلاد فيما يُسن من قوانين واتفاقيات، ولا يشغل الأمة
بالقضايا التافهة أو الأقل أهمية وأولوية على حساب القضايا الكبرى التي
تحتاج حسما سريعا.
3- الشجاعة والجرأة في الحق؛ ليمكنه محاسبة أي مسئول إن حاد عن الصواب.
4- الوطنية؛ فيقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ويقدم مصلحة الوطن على مصلحة فئته أو حزبه أو جماعته أو دائرته.
5- نظافة اليد والمسلك (بألا يكون له
سوابق من فسادٍ مالي أو تربحٍ من منصب أو ارتباطٍ بالفاسدين من رجال
النظام السابق)؛ ومن ثم لا يمكن شراء ذمته للمشاركة في الباطل أو للسكوت
عنه.
6- الإلمام بأوجاع الناس البسطاء وآلامهم؛ فتكون مصالحهم نصب عينيه دائما عند سن أي تشريع جديد.
7- المرجعية الإسلامية؛ وهذه النقطة أخرتها ليس لأنها الأقل أهمية (بل هي الأهم)، لكن لأن فيها تفصيلا:
أنا لا أشترط هنا - أو أقصد - أن
يكون المرشح إسلاميا (أي: تابعا لحزب إسلامي معين).. فليكن مستقلا (أي: غير
منتسب إلى حزب إسلامي ولا محسوب على تيار إسلامي بعينه).. بل فليكن حتى -
ولا تندهش - غير مسلم أصلا..!!!
فالمقصد النهائي أن يكون المرشح
داعيا في أجندته الانتخابية (أو لنجعلها برنامجه الانتخابي لما تسببه كلمة
"أجندة" من حساسية هذه الأيام) إلى ما لا يتعارض مع التشريع الإسلامي..
الآن تسألني: وهل يمكن أن يدعو مرشح مسيحي إلى ذلك؟ أجيبك ببساطة: نعم.. يمكن.
تسألني من جديد: وهل هذا الشرط أساسي أو ضروري في وجود الشروط الأخرى؟
الإجابة: بالتأكيد.. فلا ينبغي أن
نترك أمانة وضع سياسات الدولة - المؤثرة في حياة الشعب كله - بين يدي صاحب
فكرٍ مخالفٍ للمنهج الإسلامي، أو حتى صاحب أخلاق لكن غير معني أو مهتم
بتحكيم التشريع الإسلامي؛ فقد يعين على سَنِّ قانون يمنع الحجاب - أو
النقاب - في المدارس والجامعات (وقد حدث)، أو يحَجِّم دور مناهج التربية
الإسلامية في التعليم (وقد حدث)، أو يمنع الأذان في بعض المساجد (وقد حدث)،
أو يسمح بالقمار والخمور وشواطئ العري (وهو حادث بالفعل).. بل - على مستوى
آخر - قد يساهم في الموافقة على معاهدات واتفاقيات تضر بالشعب (وقد حدث
كثيرا جدا)، أو يعين على فتح أسواقنا لمنتجات ومحاصيل ومبيدات العدو
الصهيوني (وقد حدث ويحدث).
فاختر لنفسك..!
* * * * *
(3) كيف يمكننا معرفة هذه الأمور عن المرشح؟
على خلاف المرشح لرئاسة الجمهورية، أعتقد أن هذا من السهولة بمكان بالنسبة لمرشح دائرتك:
1- فسيرته الطيبة بين الناس ستكون
معروفة، وهذه السيرة لن تأتي من فراغ، بل من تاريخ سابق من الممارسات
السياسية الناجحة حتى لو كانت على المستوى المجتمعي المصغر داخل الدائرة.
2- لكن السيرة ليست كافية لإظهار كل
الصفات، فبعض الصفات والشروط تتضح بحضور المؤتمرات الانتخابية لهذا المرشح -
ولمنافسيه أيضا -؛ فالاستماع المباشر يختلف عن أخذ المعلومة من طرف ثالث
ينقل ما يعتقده أو ما يحلو له أن ينقله، كما يسمح لك بالاستفسار عن كل ما
تريده مباشرة.
3- حبذا لو استطعت أن تتواصل معه بشكل مباشر؛ فهذا بالتأكيد يجعل التقييم أصدق.
4- إن استطعت، قم باستشارة القريبين منه؛ فقد يعرفون عنه ما لا يعرفه العامة.
5- استشر أيضا المحايدين الموضوعيين من أهل الخبرة في العمل السياسي.
* * * * *
(4) كيف نفاضل بين المرشحين؟
السياسة هي فن الممكن؛ لذا فإن وجدتَ
- فرضا - أن هناك مرشحَيْن (أو أكثر) لهما نفس الصفات المطلوبة، فحاول أن
تدرس الرأي العام واستطلاعات الرأي في دائرتك قرب الانتخابات (يفضل بعد غلق
باب الترشيح)، فإن كانت احتمالات فوز أحدهما أقل من الآخر لأسباب معينة
(مثل: عدم قدرته على توضيح برنامجه، أو قلة معرفة الناس به)، فأرى - والله
أعلم - أن تعطي صوتك لمن احتمالات فوزه أكبر (وليس لمن تحبه أكثر).
* * * * *
أخيرا.. أذكرك من جديد.. لا
تتهاونـ(ـي) - أخي الكريم / أختي الكريمة - في هذه الأمانة العظيمة.. أمانة
اختيار المرشح المناسب؛ فكما أسلفتُ: التبعات الناتجة عن هذا الاختيار
عظيمة وشديدة الخطورة على مستقبل الوطن.. سيما في البرلمان القادم الذي
سيتشكل بناء عليه الدستور القادم.
وأرجو ممن وجد فائدة في هذا الموضوع أن ينشره لتعم فائدته على أكبر عدد من القراء.
دمتم سالمين مع تحياتي.
[/font]</blockquote>لذا أظن أنه حان وقت هذا البوست المؤجل منذ فترة....
(1) ما وظيفة نائب البرلمان؟
لكي تختار نائبك يجب أولا أن تعرف المطلوب منه؛ لأن معايير الاختيار تعتمد على ذلك:
1- تشريع وسن القوانين المنظمة لحياة المجتمع، ويزيد في البرلمان القادم - بإذن الله ولأول مرة - اختيار لجنة وضع الدستور.
2- التصديق على المعاهدات الدولية وصفقات السلاح.
3- مراقبة الحكومة ومحاسبتها.
4- إقرار الموازنة العامة للدولة، ومراقبة كيفية إنفاقها.
وهي - كما ترى - واجبات شديدة
الأهمية والخطورة .. لذا وجب أن نساعد على رحيل أيام نائب الخدمات؛ ذلك
الذي كان يكتسب شعبيته تبعا لعدد ونوعية الخدمات التي يؤديها لأبناء دائرته
(من طلبات توظيف إلى تفعيل مرافق)...!!
* * * * *
(2) ما معايير اختيار نائب البرلمان؟
والآن بناء على تلك المهام والوظائف؛ فيفضل أن تجتمع في النائب أكبر قدر من الصفات التالية:
1- العلم بجوانب السياسة المتعددة؛ لتكون مشاركته واعية ومجدية في القضايا المطروحة للمناقشة والتصويت عليها.
2- الحكمة في تقدير الأمور؛ ليمكنه
التعرف على مصلحة البلاد فيما يُسن من قوانين واتفاقيات، ولا يشغل الأمة
بالقضايا التافهة أو الأقل أهمية وأولوية على حساب القضايا الكبرى التي
تحتاج حسما سريعا.
3- الشجاعة والجرأة في الحق؛ ليمكنه محاسبة أي مسئول إن حاد عن الصواب.
4- الوطنية؛ فيقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ويقدم مصلحة الوطن على مصلحة فئته أو حزبه أو جماعته أو دائرته.
5- نظافة اليد والمسلك (بألا يكون له
سوابق من فسادٍ مالي أو تربحٍ من منصب أو ارتباطٍ بالفاسدين من رجال
النظام السابق)؛ ومن ثم لا يمكن شراء ذمته للمشاركة في الباطل أو للسكوت
عنه.
6- الإلمام بأوجاع الناس البسطاء وآلامهم؛ فتكون مصالحهم نصب عينيه دائما عند سن أي تشريع جديد.
7- المرجعية الإسلامية؛ وهذه النقطة أخرتها ليس لأنها الأقل أهمية (بل هي الأهم)، لكن لأن فيها تفصيلا:
أنا لا أشترط هنا - أو أقصد - أن
يكون المرشح إسلاميا (أي: تابعا لحزب إسلامي معين).. فليكن مستقلا (أي: غير
منتسب إلى حزب إسلامي ولا محسوب على تيار إسلامي بعينه).. بل فليكن حتى -
ولا تندهش - غير مسلم أصلا..!!!
فالمقصد النهائي أن يكون المرشح
داعيا في أجندته الانتخابية (أو لنجعلها برنامجه الانتخابي لما تسببه كلمة
"أجندة" من حساسية هذه الأيام) إلى ما لا يتعارض مع التشريع الإسلامي..
الآن تسألني: وهل يمكن أن يدعو مرشح مسيحي إلى ذلك؟ أجيبك ببساطة: نعم.. يمكن.
تسألني من جديد: وهل هذا الشرط أساسي أو ضروري في وجود الشروط الأخرى؟
الإجابة: بالتأكيد.. فلا ينبغي أن
نترك أمانة وضع سياسات الدولة - المؤثرة في حياة الشعب كله - بين يدي صاحب
فكرٍ مخالفٍ للمنهج الإسلامي، أو حتى صاحب أخلاق لكن غير معني أو مهتم
بتحكيم التشريع الإسلامي؛ فقد يعين على سَنِّ قانون يمنع الحجاب - أو
النقاب - في المدارس والجامعات (وقد حدث)، أو يحَجِّم دور مناهج التربية
الإسلامية في التعليم (وقد حدث)، أو يمنع الأذان في بعض المساجد (وقد حدث)،
أو يسمح بالقمار والخمور وشواطئ العري (وهو حادث بالفعل).. بل - على مستوى
آخر - قد يساهم في الموافقة على معاهدات واتفاقيات تضر بالشعب (وقد حدث
كثيرا جدا)، أو يعين على فتح أسواقنا لمنتجات ومحاصيل ومبيدات العدو
الصهيوني (وقد حدث ويحدث).
فاختر لنفسك..!
* * * * *
(3) كيف يمكننا معرفة هذه الأمور عن المرشح؟
على خلاف المرشح لرئاسة الجمهورية، أعتقد أن هذا من السهولة بمكان بالنسبة لمرشح دائرتك:
1- فسيرته الطيبة بين الناس ستكون
معروفة، وهذه السيرة لن تأتي من فراغ، بل من تاريخ سابق من الممارسات
السياسية الناجحة حتى لو كانت على المستوى المجتمعي المصغر داخل الدائرة.
2- لكن السيرة ليست كافية لإظهار كل
الصفات، فبعض الصفات والشروط تتضح بحضور المؤتمرات الانتخابية لهذا المرشح -
ولمنافسيه أيضا -؛ فالاستماع المباشر يختلف عن أخذ المعلومة من طرف ثالث
ينقل ما يعتقده أو ما يحلو له أن ينقله، كما يسمح لك بالاستفسار عن كل ما
تريده مباشرة.
3- حبذا لو استطعت أن تتواصل معه بشكل مباشر؛ فهذا بالتأكيد يجعل التقييم أصدق.
4- إن استطعت، قم باستشارة القريبين منه؛ فقد يعرفون عنه ما لا يعرفه العامة.
5- استشر أيضا المحايدين الموضوعيين من أهل الخبرة في العمل السياسي.
* * * * *
(4) كيف نفاضل بين المرشحين؟
السياسة هي فن الممكن؛ لذا فإن وجدتَ
- فرضا - أن هناك مرشحَيْن (أو أكثر) لهما نفس الصفات المطلوبة، فحاول أن
تدرس الرأي العام واستطلاعات الرأي في دائرتك قرب الانتخابات (يفضل بعد غلق
باب الترشيح)، فإن كانت احتمالات فوز أحدهما أقل من الآخر لأسباب معينة
(مثل: عدم قدرته على توضيح برنامجه، أو قلة معرفة الناس به)، فأرى - والله
أعلم - أن تعطي صوتك لمن احتمالات فوزه أكبر (وليس لمن تحبه أكثر).
* * * * *
أخيرا.. أذكرك من جديد.. لا
تتهاونـ(ـي) - أخي الكريم / أختي الكريمة - في هذه الأمانة العظيمة.. أمانة
اختيار المرشح المناسب؛ فكما أسلفتُ: التبعات الناتجة عن هذا الاختيار
عظيمة وشديدة الخطورة على مستقبل الوطن.. سيما في البرلمان القادم الذي
سيتشكل بناء عليه الدستور القادم.
وأرجو ممن وجد فائدة في هذا الموضوع أن ينشره لتعم فائدته على أكبر عدد من القراء.
دمتم سالمين مع تحياتي.
eng.sameh- Admin
- عدد المساهمات : 359
تاريخ التسجيل : 31/08/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى